نتائج
الثورة السورية الكبرى
1)- هزت الثورة فرنسا مما أثار فيها موجة من التفكير بترك
البلاد بين الأوساط اليسارية والقومية الفرنسية، ففي عام 1928م
قدم النائب (سيكست كوانتين) اقتراحاً بإرجاع سورية ولبنان إلى
عهدة عصبة الأمم تخلصاً من الدم المراق فيهما والمصاريف، فنال
اقتراحه مائتي صوت من أصل أربعمائة وثمانين صوتاً.
سلامة عبيد - الثورة السورية - ص 239
2)- أدت الثورة لبعث الحركة الداعية إلى إقامة حكومة ملكية في سورية،
حيث يرى أنصار هذا المشروع انه الضمانة الوحيدة لقيام التعاون
الصادق المستمر لتنفيذ الانتداب، فكان علي بن الحسين المرشح
لهذا العرش إلا إن المشروع فشل بسبب رفض السوريين له.
3)- أجبرت الثورة فرنسا على إعادة توحيد
سورية بعد أن قسمتها إلى أربع دويلات: دمشق، وحلب، وجبل
العلويين وجبل الدروز.
4)- اضطرت إلى الموافقة على إجراء انتخابات فازت
فيها المعارضة الوطنية بقيادة إبراهيم هنانو وهاشم الأتاسي.
5)- اضطرت فرنسا إلى إجراء إصلاحات إدارية من عزل مفوضها
السامي وضباطها العسكريين في سورية وتعيين البدائل عنهم، كما
حصل مثلاً مع المفـوض السامـي (سراي) بعـد مهاجمة
الثـوار لقصر العظـم بدمشق، فعينت مندوباً مدنياً جديداً
وهو(دي جوفنيل).
6)- أجبرت فرنسا على إرسال خيرة أبرز قياديها خبرة في
الحرب العالمية الأولى مثل الجنرال (غاملان) بعد تزايد قوة
الثوار وانتصاراتهم.
7)- مهدت لخروج الفرنسيين نهائياً من سورية عام 1946م حيث
أستمر النضال بشكله السياسي.
8)- بلغ عدد شهداء الثورة السورية الكبرى
كما ورد في كتاب (قبسات في جبل العرب
والثورة السورية الكبرى عام 1925م)
وذلك حسب المحافظات السورية كما يلي:
315
شهيد في حلب و ادلب.
331 شهيد في اللاذقية طرطوس والساحل.
731 شهيد في دمشق والغوطتين.
150 شهيد في حماة.
250 شهيد في حمص والنبك والقلمون.
71 شهيد في دير الزور والجزيرة و البوكمال.
34 شهيد في درعا.
2064 شهيد في جبل العرب.
267 شهيد في إقليم البلان وراشيا ومجدل شمس والقرى التي حولها
أقارب أهل الجبل من لبنان وفلسطين .
9)- قصفت دمشق بالطيران لمدة 24 ساعة متواصلة، وخلو بعض القرى
في جبل العرب من أهلها نتيجة لتدميرها وحرقها.
10)- أجبرت السياسة الفرنسية، على إيجاد حياة دستورية في لبنان أولاً
ثم في سورية، ولو كانت شكلية، فعندما دخلت قوات الثورة السورية
بقيادة زيد الأطرش قضاء راشيا، قدمت الإدارة الفرنسية دستوراً
جاهز للبنان لم يترك للمجلس النيابي إلا يومين لمناقشته ويجب
عليه المصادقة عليه، وقد أبقى هذا الدستور صلاحيات للمندوب
السامي بحيث يحق له نقض قرارات المجلس وتعيين عدد من النواب
وتعيين رئيس الجمهورية، فتم الاحتفال بأول جمهورية لبنانية في
26 أيار 1926م، وفي عام 1928م انتخب السوريون هاشم الأتاسي
رئيساً للمجلس النيابي، وألفت لجنة برئاسة إبراهيم هنانو لوضع
الدستور، لكن المندوب علق المجلس والدستور مما زاد في حدة
النضال والتمسك بحق السيادة الوطنية.
11)- كانت الثورة انتصارا للوعي القومي والوطني على الإقليمية
والطائفية حيث كان أهم شعاراتها التي أطلقها قائدها الدين لله
والوطن للجميع، ومن الأدلة على هذا الوعي ما جرى في حوران
عندما فر الشيخ إسماعيل الحريري وبعض رفاقه إلى شرق الأردن على
اثر طلب الإدارة الفرنسية منه جنوداً لمحاربة الثوار الموحدين
في الجبل.
12)- أبرزت الثورة الوعي الشعبي لخطر الإقطاعية
الزمنية والروحية وأبرزت قيمة الفرد في المجتمع من عمال
وفلاحين، وزادت من ثقته بنفسه فهو صاحب الفضل في الانتصار على
العدو، كما وعي الشعب للزعماء الوطنيين من الزعماء التقليديين
الذين لا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية فانعكس ذلك على انتخابات
عام 1928م.
|